الغدة الدرقية عبارة عن عضو مزدوج يوجد في الرقبة. تتمثل الوظيفة الرئيسية لهذه الغدة بإنتاج الهرمونات الخاصة بها حيث تؤثر هذه الهرمونات على استقلاب الجسم. تترافق اضطرابات الغدة الدرقية مع تغيرات في إنتاج هرموناتها الأمر الذي يؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض. إن كلاً من التعب، التغيرات في الجلد والشعر وزيادة أو انخفاض الوزن إضافةً إلى عدم انتظام ضربات القلب هي جميعاً أمثلة على الأعراض المحتملة لهذه الحالة. وفقاً لنوع مرض الغدة الدرقية فإن العين أيضاً من الممكن أن تعاني من هذه الحالة. من الممكن على سبيل المثال التعرض للرؤية المزدوجة للصورة بسبب اضطرابات في منطقة عضلات العين أو جحوظ العين.

في هذه المقالة سوف نتحدث عن كيفية تأثير اضطرابات الغدة الدرقية على عمل الغدد الدمعية وذلك حتى لا تفوتنا بداية المشكلة إضافةً إلى معرفة طريقة حلها.

جحوظ العينين في فرط الغدة الدرقية (اعتلال العين)

الغدة الدرقية هي إحدى الغدد ذات الإفراز الداخلي (الغدد الصماء). هذا يعني بأن هذه الغدة تقوم بتوفير وإفراز الهرمونات التي يتم توصيلها عن طريق مجرى الدم إلى الأعضاء الهدف. في حال كانت الغدة الدرقية تعاني من اضطراب في وظيفتها وعملها (عادة ما يكون فرط في النشاط) فإن العين تتأثر أيضاً، يطلق على هذه الحالة في الطب باعتلال العين المرتبط بالغدد الصماء. يعود هذا الاسم إلى أن بعض الجزيئات في الغدة الدرقية الموجودة أيضاً في حجاج العين تتعرض للالتهاب استجابةً للغدة وأنسجة كرة العين.

يبدأ هذا المرض بالتهاب حجاج العين والذي يظهر فيما بعد وبدون أي ألم عادةً على شكل ورم في الجفن، جحوظ في العينين، تجمع الجفن وأحياناً ظهور الحول (انحراف العين). إن تطور واشتداد اعتلال العين الدرقي يكون بشكل متباين وفي بعض الحالات من الممكن أن يؤدي إلى فقدان حاسة النظر. لهذا السبب يجب التعامل بجدية فيما يتعلق بالغدة الدرقية وأمراضها.

أعراض اعتلال العين الدرقي

عندما يحدث التضرر الخلوي كجزء من عمليات المناعة الذاتية فإنه يحدث التهاب أخذ شكل ورم في النسيج. إن زيادة الحجم في جوف حجاج العين يؤدي إلى بروز العينين نحو الخارج (لأن جوف الحجاج في العين محدود بعظام الجمجمة من الداخل). تتضمن الأعراض عادةً كلاً مما يلي:

  • جحوظ العينين
  • عدم القدرة على إغلاق الجفون بما يكفي
  • يترافق جفاف العين الناتج عن انخفاض في رطوبة قرنية العين مع إحساس بوجود جسم غريب، حساسية للضوء وزيادة الدمع في العين.
  • اضطراب الرؤية
  • ألم في العين
  • اضطرابات في عضلات العين وازدواج الرؤية والحول

هل هناك عوامل خطر للإصابة باعتلال العين الدرقي؟

إن النساء معرضات للإصابة باعتلال مدار العين المرتبط بالغدد الصماء. في الأساس تكون النساء أكثر تأثراً بالأمراض الناتجة عن الجهاز المناعي للجسم. أحد عوامل الخطر الأخرى المعروفة التدخين. يتطور المرض بشكلٍ أكبر لدى الأشخاص المدخنين كما أن فرصة نجاح العلاج تكون أقل بشكلٍ معنوي؛ لهذا السبب فإن الإقلاع عن التدخين يعتبر من الإجراءات الوقائية والعلاجية أيضاً!

علاج اعتلال العين الدرقي

في حين أن علاج اضطرابات وظيفة الغدة الدرقية يتم على يد طبيب عام أو متخصص في الأمراض الداخلية؛ إلا أن علاج اعتلال العين الدرقي يتم من قبل طبيب العيون. هناك خيارات متنوعة للعلاج وذلك بحسب شدة المرض والمرحلة التي وصل إليها. في الحالات الشديدة والحادة وعندما يشتعل المرض فإنها يتم وصف الكورتيزون لعدة أيام أو عدة أسابيع. إذا كان النشاط الالتهابي مرتفعاً فإن جوف حجاج العين من الممكن أن يتأثر أيضاً. هناك علاج يتم اعتماده من أجل تقليل الأعراض في الحالات المزمنة ومن جملة إجراءات هذا العلاج الترطيب المنتظم للعينين باستخدام دمع صناعي (قطرات عينية). من الممكن أن يتم أخد العلاج الجراحي بعين الاعتبار في بعض الحالات.

خيارات العلاج الجراحي

إضافةً إلى علاج أي نوع من أمراض الغدة الدرقية؛ فإن علاج العيون يعتمد على شدة الالتهاب والأعراض. في مرحلة الالتهاب الحاد، يخضع الأشخاص المصابون للعلاج بالكورتيزون لعدة أسابيع. في الحالات المزمنة ذات النشاط الالتهابي المنخفض بحسب الأعراض، أي أن العلاج يتم في المرتبة الأولى من أجل تقليل الأعراض. من الممكن أن تكون الجراحة ضرورية لتقليل تورم العينين شائعة في حالات نادرة كالحالات التالية:

  • الضغط على العصب البصري (خاصةً في حال النشاط الالتهابي المرتفع)
  • ازدواج الرؤية (الجراحة على عضلات العين)
  • أيضاً وفي حال وجود عيب تجميلي شديد بسبب قصر الجفون وجحوظ العينين بإمكانكم أخذ العلاج الجراحي بعين الاعتبار.

كيفية الوقاية من تضرر العين في مرض الغدة الدرقية؟

في البداية يجب السيطرة عليه. حتى في حال عدم وجود أي تشخيص يجب عليكم الانتباه والحذر. قوموا بإجراء أبسط فحوصات الغربلة والتصوير بالأمواج فوق الصوتية (السونوغرافي) مرة واحدة سنوياً وفي حال ظهور مشكلة ستلاحظونها فوراً وحينها بإمكانكم أخذ التدابير اللازمة.

ثانياً إذا كانت الأعراض معروفة من قبل قوموا بالسيطرة على الحالة. هذا يعني إجراء الاختبارات والتحاليل في الوقت المناسب، إجراء سونوغرافي، تناول الأدوية الموصوفة بشكلٍ صحيح (العلاج البديل لقصور الدرق، مثبطات الغدة الدرقية في حال فرط نشاط الدرق وجميع الأدوية الأخرى) والخضوع للمعاينات والفحوصات اللاحقة.

ثالثاً عليكم الانتباه إلى حاسة الرؤية لديكم. في حال كانت لديكم الأعراض قوموا فوراً بالاتصال بطبيب العيون.

رأي المستخدم

0 وجهة نظر

أدخل رأيك